النجم احمد Admin
عدد الرسائل : 336 العمر : 32 البلد : www.kooora.com تاريخ التسجيل : 16/10/2008
| موضوع: أحاديث البيوع (الحلقة الخامسة ) (السنة النبوية) الأربعاء أكتوبر 29, 2008 2:53 pm | |
| أحاديث البيوع (الحلقة الخامسة )
الوقفة الثانية عشرة: مما حث عليه الإسلام ورغب فيه التسامح في البيع والشراء, روى البخاري وغيره عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله عليه وسلم قال: (رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى), وروى الشيخان عن حذيفة رضي الله عنه مرفوعاً: (أتى الله عز وجل بعبد من عباده آتاه الله مالاً فقال له ماذا عملت في الدنيا؟ قال ولا يكتمون الله حديثا) قال: يارب آتيتني مالاً فكنت أبايع الناس, وكان من خلقي الجواز, فكنت أيسر على الموسر, وأنظر إلى المعسر, فقال الله عز وجل: أنا أحق به منك, تجاوزا عن عبدي).
وصور التسامح أخي القارئ كثيرة ومنها: عدم التشدد في القيمة, وبخاصة إذا كان المشتري معروفاً بفقره أو قله ماله, وكذا إقالة من يطلب الإقالة فإنه لايستقيل إلا نادم مستضر بالبيع, ولا ينبغي أن يكون سبباً في إضرار أخيه المسلم, ولذا جاء في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من أقال مسلماً أقال الله عثرته) أخرجه أبو داود بإسناد صحيح.
الوقفة الثالثة عشرة: خلق الله الخلق ليعبدوه ولا يشركوا به شيئاً وجعل الكون كله بما فيه مسخراً للإنسان ليستعين به على طاعة الله تعالى مشجعاً على أداء العبادة على وجهها الشرعي, والموفق من خدمة ماله, وقاده إلى عبادة مولاه, والخاسر من شغله عن ربه وألهاه عن ذكره.
الوقفة الرابعة عشرة: قد تتفاعل عملية البيع والشراء والأخذ والعطاء على تحسين السلعة أمام المشتري فيتطاول بعضهم بالأيمان المغلظة ليصف هذه السلعة, وربما تكون هذه الأيمان كاذبة, ومن هنا نهى الشارع الحكيم عن كثرة الحلف, ناهيك ما إذا كان الحلف كذباً وبهتاناً, روى مسلم وغيره عن أبي قتادة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إياكم وكثرة الحلف في البيع فإنه ينفق ثم يمحق), وروى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (الحلف منفقة للسلعة ممحقة للكسب), وفي رواية: (ممحقة للبركة) وروى البخاري وغيره من حديث حكيم بن حزام مرفوعاً: (فإن صدق البيعان وبينا بورك لهما في بيعهما, وإن كتما وكذبا فعسى أن يربحا ربحاً ما , ويمحق بركة بيعهما, اليمين الفاجرة منفقة للسلعة ممحقة للكسب ).
وقد توعد الله سبحانه وتعالى من ينفق سلعته بالأيمان الكاذبة, ويشتري بها قليلاً من الدنيا بالعذاب الأليم, قال صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة وذكر منهم : رجل ينفق سلعته بيمينه كاذباً بعد العصر) وجاء برواية أخرى لهذا الحديث.
الوقفة الخامسة عشرة: من ضوابط التعامل التجاري في الإسلام عدم الاحتكار, والاحتكار هو : أن يخزن التاجر السلعة المحتاج إليها حتى يرتفع سعرها, وهو حرام في شرع الله عز وجل لما يسببه من ظلم الناس والخطأ عليهم , وروى مسلم رحمه الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يحتكر إلا خاطئ).
وذكر أهل العلم أن الإحتكار بجميع صوره محرم سواء كان الاحتكار فرد متصف بالجشع والطمع أو لمجموعة تجار تعارفوا على ذلك أو غيرهم.
الوقفة السادسة عشرة: مما أمر به الإسلام وحث عليه وشدد في مخالفته إيفاء الكيل والوزن, وذلك بان يُعطى المشتري كامل حقه مكيلاً أو موزوناً, ومن نقص عن ذلك فقد طفف, ومن اتصف بهذه الصفة فلا شك أن ذلك ينبئ عن جشع وطمع وضعف يقين بالله سبحانه وتعالى , وما أعده من جزاء وحساب, ولذا فقد توعد الله المطففين بالويل والهلاك والخسارة , يقول سبحانه وتعالى: (ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون * وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون * ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم * يوم يقوم الناس لرب العالمين ), بل إن هذا الذنب العظيم أهلك الله فيه أمة من الناس.
قال سبحانه وتعالى: (وإلى مدين أخاهم شعيباً قال ياقوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره * ولا تنقصوا المكيال والميزان , إني أراكم بخير * وإني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم محيط*ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين), ولاشك أخي أن المؤمن بالله حقاً, والمتمسك بشريعته صدقاً لا يمكن أن يفكر ببخس الناس حقوقهم, أسال الله تعالى أن يرزقنا الفقه في دينه واتباع سنته نبيه محمد صلى الله عليه وسلم .. إنه سميع مجيب.
| |
|