بعد علاقة لم تكن مؤسسة على قاعدة صلبة، انسلخ الأصفران، أصفر الرياض عن أصفر جدة. هكذا هي الحكاية، حتى لو لم يعلنوها بشكل رسمي، أو بشكل علني، لكن مؤشرات ذاك الانسلاخ كانت واضحة منذ فترة. كنت ومازلت أعتقد أن علاقة أنديتنا ببعضها البعض تبنى في بعض الأحيان بشكل خاطئ، أو إن أردتم بشكل غير صحي.
علاقة تتضمنها منطلقات (مشخصنة)، يرسيها ويؤسس لها ويذكيها مجموعة أشخاص عابرون، حتى لو تسنموا مراكز قيادية. أشخاص قد يعبثون بعلاقات أنديتنا، ومن ثم بعلاقات الجماهير فيما بينها، والنتيجة، احتقان هنا وهناك.
غضب النصراويون كثيراً بعد هدف نور، ورد الاتحاديون بشكل أكبر إعلامياً. ثم بادر النصراويون للملمة الاختلاف والظهور كما لو كانا في خندق واحد، أو هكذا أراد الطرفان إفهام الكل.
اعتذارات بالجملة عما طال نور من تصريحات كانت بحق في منتهى الخروج عن الأخلاق الرياضية، ولا تقل بأي حال من الأحوال عن (لا أخلاقية) الهدف، إن اتفقنا أصلاً على هذا المصطلح.
كان التقارب (الأصفراني) مبنيا على ما يعتقده الطرفان بأنها مصالح مشتركة، لكن الضدية بكل آلياتها في حقيقة الأمر كانت هي من تحرك تلك العلاقة (الهشة). كان التوجه ضد (خصم) واحد، ينافسه أصفر جدة بطولاتياً، بينما ينافسه أصفر الرياض تاريخياً وإعلامياً فقط خلال السنين العشر الماضية، وشتان ما بين التنافسين. لكن ما أن دخل أصفر الرياض معمعة المنافسة (شبه الحقيقية) مع الأزرق والآخرين، بعد طول غياب وقحط مدقع بطولاتياً، انقلبت الأمور، وتبدلت الأحوال، وبدأت لغة جديدة لم يعهدها أصفر جدة.
لغة المنافس، لا لغة (التابع) هي التي كانت مسيطرة على الخطاب النصراوي الجديد. انتفض الخطاب النصراوي ما أن أحس صناع القرار بأنهم عادوا (شبه) منافسين حقيقيين في الاستحقاقات المحلية، رغم أن الطريق طويل جداً! الخطاب النصراوي الجديد يقوم على أساس أنهم في حسبة (المنافس) لا (التابع)! وهم كذلك هذا الموسم، وحتى الآن فقط! لكن ما الذي تغير؟! لم تبدل حال الخطاب النصراوي؟! ولماذا انقلب الأصفر على الأصفر؟! ما الذي أجج أصفر الرياض على أصفر جدة! أهو التنافس ، أم هشاشة العلاقة ابتداء؟! أهي الخيارات الخاطئة التي سارت بمركب الأصفرين، وتخندقهما في الضدية ضد من يعتقدان أنه المنافس الحقيقي؟!
بيان النصر الأخير ودعوته جماهيره عدم المشاركة في المسابقات التي يجريها الإعلام جاء واضحاً وصريحاً في مضامينه، وأنه موجه ضد (صفراء) جدة. لكن تظل هذه القراءة سطحية لا تأخذ إلا بالظاهر، أما القراءة الأكثر عمقا، فتؤكد أن ثمة شكل جديد سيغلف علاقة الأصفرين، ولا أظنها إيجابية، عطفاً على الأحداث الأخيرة من الطرفين. بلحتى لو أصبغ مسؤولي النصر صفة العمومية على البيان، إلا أن المتابع غير الملم يدرك من المقصود، ولماذا! أما لماذا هذه فلها ألف تفسير وتعليل! وحسبي التأكيد بأن علاقات أنديتنا ببعضها وبكل صراحة ليست (صحية) كما ينبغي.
بودي أن تبنى علاقة الأصفرين وكل الأندية لدينا وفق منطلقات رياضية يسودها الود والإخاء ، ففيه النهاية، هو تنافس (يفترض) أن يكون شريفاً. لن أبرر البيان النصراوي الأخير، ولن أقف معه أو ضده، لكن لا تقل لنا إن القضية قضية جمهور، وترشيحات! الأمر أكبر من ذلك بكثير! أو هكذا أقرأه! إنه الانسلاخ! الانسلاخ الحقيقي لأصفر الرياض عن أصفر جدة!
- نوافذ:
- بعد (القردة والمرتزقة)، وضرب الجماهير، خرج علينا (طلال) النصر بإسفاف لفظي جديد! أليس فيهم كبير يعقله؟!
- حتى الآن، لم تنف الإدارة النصراوية اتهام الهريفي بأن لاعبي النصر يدخنون بين شوطي المباراة، فهل نعد ذلك إقراراً بالأمر؟!
- مكان الهريفي (الرياضي) الوحيد، الملعب، والملعب فقط!
- هل يعاود الاتحاديون رسم شعارهم بحيث لا يحتوي على مجسمات ذات أرواح، ويكتفوا بالرمزية بعيداً عن (الحيوانات)!
"نقلا عن صحيفة الإقتصادية السعودية"