من ظواهر المباراة, أننا لم نستمتع بأداء الأهلي وهو يتقدم في الوقت الرائع بهدفين..( أنه عكس التهديف في الوقت الضائع) بينما عشنا الإثارة مع الأهلي وهو يهدر ثلاثة أهداف محققة في الشوط الثاني.. وقد كان واضحا أن مانويل جوزيه يهمه أولا ألا تهتز شباكه.. وكان حريصا علي ذلك لأبعد الحدود.. وفي الوقت نفسه استخدم تكتيكا يصل بلاعبيه إلي مرمي القطن في أية لحظة دون تحضير, حين جعل أحمد حسن يبني هجمات من ملعب الأهلي, بتمريراته الطويلة, وجعل بركات حرا, في ملعب القطن. فكاد يسجل في الدقيقة الأولي قبل أن يسجل جمعة في الثالثة. ثم أضاف فلافيو هدفا أدار خلاله رأسه180 درجة, كأنه كان يري المرمي وهو يعطيه ظهره.. وفلافيو هو اللاعب القصير الوديع, الذي يصبح شرسا وطويلا.. يقفز أعلي من المدافعين, ويجعلهم جميعا يقفزون إلي أسفل.. ويسجل ويضحك وبراءة الأطفال في ضحكته وفي عينيه! لماذا لم يطور الأهلي من هجومه وهو متقدم بهدفين أمام فريق اصابته خضة اللعب مع بطل القارة؟!
كانت تلك المباراة فرصة العمر للأهلي كي يحسم البطولة من القاهرة, فرصة نادرة لاتتكرر في مثل تلك المراحل النهائية, خاصة أن القطن تغيب عنه الخبرة, لكنه يتسلح بالحماس والشجاعة حين يلعب علي أرضه, فهو لم يخسر مباراة في جاروا.. نرجو هذه المرة أن تكسب الخبرة الشجاعة!
لقد استمتعت قليلا وحزنت كثيرا لهدفين ضائعين مؤكدين كانا نتاج مناورة مشتركة من ولاد الإيه بركات وأبوتريكة وفلافيو.. المتعة كانت في كيفية صناعة الجملة وصناعة الفرصة واستغلال المساحات في دفاع القطن المندفع بحثا عن هدف يسنده في لقاء العودة.. والحزن لأن أبوتريكة وفلافيو ضيعا فرصتي تهديف لايمكن أن تضيعا, فالنتيجة كان يجب أن تنتهي بفوز الأهلي بخمسة أهداف نظيفة تجعلنا نحتفل قبل أن تنتهي حفلة16 نوفمبر.. ولاشك في أن الفوز بهدفين نتيجة معقولة لكنها غير مطمئنة.. وهكذا علينا أن نؤجل الاحتفال حتي يقطع الفريق تذكرة اليابان.. يبقي أن مشهد استاد القاهرة كان رائعا بهذا الإقبال الجماهيري من أنصار الأهلي.. كان هذا الحضور استعراض قوة.. واحتفالية مبكرة باللقب الإفريقي السادس.. لكن ياخسارة الخمسة!
"نقلا عن صحيفة الأهرام المصرية"